الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012

الاستثمار في المشاريع التجارية الممتعة



أجريت مقابلة سريعة مع دوغ رينرت من شركة (Tandem Entrepreneurs) الاستثمارية، التي تكرس أعمالها في مجال الشركات الناشئة المعنية بالهواتف النقالة، وقد أثبتت صحة ملاحظاتي حول الوضع الحالي للتكنولوجيا من خلال الآتي: 

·    لقد أحدث الإنترنت تغييرا كبيرا في العالم؛ فالشركات مثل آبل تقود ثورة تكنولوجية في وقت اختفت فيه تقريبا الحواجز التي تقف في طريق المستهلكين. إذ يستخدم معظم الناس من مختلف الفئات العمرية والخلفيات أجهزة الحاسوب المتطورة التي تشعرهم بالمتعة والرفاهية.
لقد احتاجت أجهزة الحاسوب إلى ما يزيد عن 50 عاما حتى تتطور من مجرد أجهزة بحتة إلى أنواع مختلفة ومتعددة؛ فقد تحول الجهاز الضخم الذي كان يملؤ حجم غرفة يوما ما، ليصبح جهازا خفيفا يستطيع طفل صغير أن يحمله.
وبينما كان يقتصر استخدام الحواسيب الكبيرة على المجال التكنولوجي، انتشر الإنترنت بسرعة فائقة بين الناس فأصبحوا يستخدمونه في البحث وتصميم عروض برنامج (Powerpoint)، وفي التواصل مع أصدقائهم أيضا. واليوم، أصبح الحاسوب والأجهزة الحديثة الأخرى مثل الأجهزة الذكية والألواح الحاسوبية جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ومشاريعنا التجارية؛ شأنه شأن أي مؤسسة ذات منفعة عامة.
·    إن استخدام الحاسوب حول العالم كمصدر للترفيه يدعم المرحلة التالية من النمو التكنولوجي. وقد تصدرت شركة آبل هذا النمو مرة أخرى؛ متفوقة على الشركات التكنولوجية التقليدية الأخرى مثل (آي بي إم – IBM) ومايكروسوفت، وذلك جراء المنتجات الإبداعية التي تصدرها، فضلا عن البراعة في النموذج الذي تقدمه لأعمالها التجارية.
فعلى سبيل المثال، توفر شركة (آي بي إم) والتي تعتبر أشهر علامة تجارية ذات تاريخ عريق في بداية عالم الحاسوب، والمورد الرئيسي لتكنولوجيا الأعمال التجارية، مدى واسعا من الحلول التقنية التي تشمل الأجهزة والبرمجيات والدعم. ويمكنكم الاتصال على شركة (آي بي إم) على مدار الساعة طوال الأسبوع للسؤال عن تصميم مشروع ما أو كيفية صيانته، أو الأجهزة والبرمجيات التي يحتاجها.
بينما تتميز شركة آبل في مجال الأعمال التجارية المعنية بالأجهزة؛ حتى أن قيمتها السوقية تفوق قيمة شركة (آي بي إم) بثلاثة أضعاف تقريبا. فما سر تفوق شركة آبل على منافسيها؟ يعود ذلك إلى أن براعة شركة آبل لا تقتصر فقط على تطوير المنتجات والتصاميم؛ بل تتعدى ذلك لتصل إلى الربحية الفريدة التي يتميز بها نموذج التسعيرة الخاص بالشركة.
وقد قمت بإجراء بحث سريع عن الحقائق من خلال الإنترنت فحصلت على المعلومات التالية:
يقول جو ويلكوكس، صحفي يعمل في موقع (بيتا نيوز – BetaNews.com): لقد كانت تقارير السنة المالية لأرباح الربع الأول من عام 2012 لشركة آبل صاعقة؛ فقد بلغت أرباح مبيعات جهاز الآيفون وحده 24,42 مليار دولار. وخلال الفترة ذاتها، بلغ مجمل أرباح شركة مايكروسوفت 20,89 مليار دولار. وبصورة عامة، بلغت أرباح شركة آبل 46,33 مليار دولار، وهو ما يعادل ضعف أرباح شركة مايكروسوفت. إلا أن الأرقام التي حققتها مبيعات جهاز الآيفون كانت لافتة للانتباه، فقد كانت أرباح منتج واحد توازي أرباح شركة بأكملها.


كما تقتطع شركة آبل ما نسبته 30% من جميع مبيعاتها المتعلقة ببرنامج (آي تونز – iTunes). ويوجد هناك سجلات تضم بيانات البطاقات الائتمانية الخاصة بـ 435 مليون مستخدم لشركة آبل؛ ففي كل مرة يشتري فيها مستخدم شيئا متعلقا ببرنامج (آي تونز)، تقوم آبل بفرض ضريبة قيمتها 30% عليه.
وبمقارنة نظام الضرائب الذي تفرضه شركة (آبل) بذلك الذي تفرضه دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية فلن يكون هناك أي شك في أن الشركة تملك 117 مليار دولار من النقد (اعتبارا من 30 حزيران / يناير لعام 2012)، بينما بلغت ديون الولايات المتحدة الأمريكية تريليونات الدولارات.
وليست شركة آبل هي وحدها من يقوم بذلك؛ بل إن معظم الشركات الحاسوبية المبدعة في صدد البحث عن طرق للارتباط مع ثورة الأجهزة الذكية واللوحات الحاسوبية وغيرها؛ بحيث تتمكن من جمع بعض الضرائب نافذة المفعول.
فما هي الرسالة التي أحاول إيصالها باعتباري مديرا ثريا ومستثمرا في المجال التكنولوجي من خلال سرد مثل هذه الأنباء السارة والمشوقة؟
أولا، حتى تصبح مستثمرا ناجحا، عليك أن تحدد التوجهات الخاصة بك قبل أن تحدث صخبا في السوق. فإما أن تعرف أو تتعلم كيفية تقييم هذه التوجهات، وفهم الجديد من النماذج الإبداعية للمشاريع التجارية، والتوقعات الممكنة لتحقيق النجاح لهذه المشاريع.
ويتطلب كونك مراقبا ناجحا للتوجهات فهما عميقا لأسباب إحداث التغيير، بالإضافة إلى البنية التحتية التي ينبغي إنشاؤها لتدعم التغيير. فقد تستخدم هاتفا خلويا يتبع تقنية شبكة (إل تي إي – LTE)، إلا أنك إذا أردت الانتفاع به فإنك ستحتاج إلى القدرة على الوصول إلى شبكات فيها أنظمة بنية تحتية تمكنك من الوصول إلى تلك السرعة المنشودة.
المصدر :  http://www.forbesmiddleeast.com/read.php?story=1229