ظهر التخطيط الاستراتيجي كأحدث صورة من صور التخطيط في المنظمات. وأدى هذا النوع من التخطيط إلى تغيير الكيفية التي تخطط بها المنظمات لوضع الاستراتيجيات الخاصة بها وتنفيذها، وأصبحت الإدارة الإستراتيجية أداة أساسية للمنظمات لكي تتعلم وتتطور إذا أرادت صياغة حالة من التميز والاستجابة بطريقة فعالة للتغيرات العالمية الآخذة في التسارع والازدياد. ويتم استخدام تعبير " الإدارة الإستراتيجية " للتعبير عن ذات المفهوم الذي يعكسه التخطيط الاستراتيجي.
وعلى الرغم من سبق منظمات القطاع الخاص للاضطلاع بهذا
النوع من التخطيط، إلا أن التجربة تكشف أهمية وفعالية هذا النوع من التخطيط
للمنظمات العامة كذلك. وتشجع الإدارة الإستراتيجية على أن يتم العمل في
المنظمات في ظل مفاهيم اللامركزية والتفويض، وذلك في الإطار الاستراتيجي
للتوجيه طويل الأجل.
ما هو التخطيط الاستراتيجي؟
قبل ان نبدأ بالتعريف عن التخطيط الاسترتيجى يجدر بنا ان نعرف قسمي هذه الكلمة يعنى التخطيط والاستراتيجية .
مفهوم التخطيط:
تعددت التعريفات حول كلمة التخطيط وقد عرفت بأنها
عمل
إفتراضات عما ستكون عليه الأحوال فى المستقبل ثم وضع خطة تبين الأهداف
المطلوب الوصول إليها, والعناصر الواجب استخدامها لتحقيق الأهداف وكيفية
استخدام هذه العناصر وخط السير والمراحل المختلفة الواجب المرور بها
والوقت اللازم لتنفيذ الأعمال.
وقدعرف ايضا
بأنها
عملية تطوير أهداف المنظمة واهداف وحدتها الفرعية وكذلك تطوير وتسمية
بدائل العمل للوصول إلى تلك الأهداف ويتم عمل ذلك فى إطار منظم لتقيم
المخاطر الخارجية والفرص المتاحة والمراجعة الداخلية لعناصر القوة
والضعف.
وكما
عرفه المفكر الأمريكي نوناس شيلينج فى كتابه نظام التخطيط ووضع
البرامج قال " التخطيط عملية تحديد الأهداف المنشودة وتحديد الطرق
للوصول إلى هذه الأهداف"
وتعرفه دائرة المعارف البريطانية بأنه تحديد للأهداف المرجوة على ضوء
الإمكانيات المتيسرة الحالية والمستقبلية وأساليب وخيارات تحقيق هذه
الأهداف
الاستراتيجية:
نقلت
كلمة الاستراتيجية من الحضارة اليونانية عن كلمته الأصلية إستراتيجيوس
strategos و التى تعنى علم الجنرال. وارتبط مفهومها بشكل صارم بالخطط
المستخدمة لإدارة قوى الحرب ووضع الخطط العامة في المعارك.
وقد
اختلف فى مفهوم كلمة الاستراتيجية عبر التاريخ وفقا لتطور التقنية
العسكرية فى كل العصور كما أنها تختلف بإختلاف المدارس الفكرية
والسياسية ولهذا يصعب تعريف شامل ومانع لهذه الكلمة لكن سنأخذ بعد
التعريفات التى وردت حول هذه الكلمة
عرفت هذه الكلمة بأنها
فن التخطيط لحملة ما وتوجيهها وهى الأسلوب الذى يسعى إليه القائد لجر عدوه إلى المعارك.
وقد عرف دليل ضباط أركان القوات المسلحة الأمريكية لعام 1959م
بأنها فن وعلم استخدام القوات المسلحة للدولة لغرض تحقيق أهداف السياسة العامة عن طريق استخدام القوة أو التهديد بإستخدامها
التخطيط الاستراتيجي
هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد
القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة. التخطيط
الاستراتيجي هو عملية متجددة يتم تحديثها كل عام لدراسة المستجدات الخارجية
والداخلية. التخطيط الاستراتيجي يجيب عن سؤالين :
ه ما هي القطاعات أو الشرائح التي سنعمل فيها
ه ما هي القطاعات أو الشرائح التي سنعمل فيها
ه ما هو أسلوبنا في المنافسة في كل شريحة :السعر، الجودة، السرعة، المرونة
ما هي فائدة التخطيط الاستراتيجي؟
التخطيط الاستراتيجي يجعل الأهداف العامة للشركة واضحة للجميع وبالتالي
ه تنبثق منها خطط الإدارات أو قطاعات العمل
ه تكون الهدف العام الذي يحكم جميع القرارات
ه يجعل جميع العاملين يعملون لتحقيق هدف واحد
فالاستراتيجية تجعل كل العاملين يعلمون من هو العميل المستهدف وبالتالي يتم التركيز على تلبية متطلبات هذه الشريحة. كذلك فإن الاستراتيجية تحدد لنا أسلوبنا في المنافسة من تقليل التكلفة أو التميز أو الابداع أو النجاح في التوزيع.
هل التخطيط الاستراتيجي يختص بالشركات الكبرى؟
التخطيط الاستراتيجي يختص بالشركات الصغيرة والكبيرة والقديمة والحديثة بل وكذلك الدول والأفراد. بالطبع يختلف الجهد المبذول في التخطيط الاستراتيجي من شركة لأخرى، فالتخطيط الاستراتيجي لدولة هو عملية طويلة ومعقدة وكذلك الحال في الشركات الكبرى الدولية. أما الشركات الصغيرة والمنشآت المحلية جدا فلابد لها من تخطيط استراتيجي كذلك ولكنه يكون أبسط من التخطيط للشركات الكبرى.
هل التخطيط الاستراتيجي هو عملية أكاديمية؟
التخطيط الاستراتيجي هو أمر يطبق في الشركات والمؤسسات في دول العالم المختلفة. فليس معنى انك تعيش في دولة نامية أنك لا تحتاج للتخطيط الاستراتيجي. إن كثيرا من التجار الناجحين الذي لهم خبرة في التجارة وليس لهم قدر كبير من التعليم يمارسون التخطيط الاستراتيجي بشكل جيد دون أن يعرفوا هذا المسمّى فتجد هذا التاجر يعرف جيدا الشريحة التي يستهدفها ويعرف احتياجاته ويعرف منافسيه وتكون قراراته نابعة من فهمه لمتغيرات السوق ولأسلوبه في المنافسة. هذا التاجر اكتسب طريقة التفكير هذه من الخبرة وربما من التجار الذين تعلم منهم. التخطيط الاستراتيجي هو ما يقوم به هذا التاجر ولكن هذا التاجر قد يفوته بعض الأشياء أحيانا لأن عملية التخطيط بالنسبة له لا تتم بشكل منظم، كذلك فإنك إن لم تكن ذا خبرة مثل هذا التاجر فأنت تحتاج لتعلم أسلوب التخطيط
هناك شركات أو مؤسسات ناجحة ولا تعرف شيئا عن التخطيط الاستراتيجي فما فائدته؟
بعض هذه المؤسسات يديرها شخص يخطط استراتيجيا بنفسه بناء على خبراته كما ذكرت أعلاه. وبعض هذه الشركات ينجح لفترة من الزمن اعتمادا على ضعف المنافسة أو عظم حجم الطلب ولكنها لا تنجح على المدى البعيد لأن الأحوال تتغير وإذا لم نخطط استراتيجيا فسيأتي يوم لا نجد من يشتري بضاعتنا أو يقل حجم الطلب بشكل يصعب معه الاستمرار أو تتغير احتياجات العملاء وتتغير شرائحهم وهكذا. كمثال بسيط لذلك فإن مشروع مقهى الإنترنت الصغير يحتاج لتخطيط استراتيجي لأنه قد يحدث أو قد حدث بالفعل ضعف في الطلب عليها نتيجة لهبوط أسعار الحاسب وسهولة الدخول على الشبكة الدولية من المنزل، فصاحب هذا المشروع لا بد أن يدرس هذه الأمور ويقرر ما الذي سيفعله عند اضمحلال هذا السوق وكيف يستغل إمكانياته وقدراته في شيء آخر
ما أهمية التخطيط الاستراتيجي بالنسبة للمشروعات الجديدة؟
أنت تريد أن تبدأ مشروعا جديدا في مجال معين ويستهدف شريحة معينة فلماذا تحتاج التخطيط الاستراتيجي؟ لعدة أسبابه لكي تتمكن من التعرف على شرائح العملاء المختلفة وعلى جاذبية كل شريحة فقد تكتشف أنه من الأفضل أن تغير المشروع قليلا وتستهدف شريحة أكثر جاذبية
ه لتعرف كيف ستصمم مشروعك وما هي احتياجات الشريحة المستهدفة وهل أنت تهدف إلى أن تكون أسعارك زهيدة أم أن تكون منتجاتك أو خدماتك متميزة
ه لتعرف ماذا ستفعل العام القادم والأعوام التالية هل ستتوسع أم ستبدأ في نشاط آخر. هل هذا المنتج سينتهي استخدامه خلال عام أم عامين أم سيتمر لسنوات عديدة
ه لتعرف كيف ستواجه المنافسة وما تأثيرها على مشروعك
ه لتعرف أولويات الإنفاق على المشروع
ه لتكون دراسة الجدوى مبنية على أساس سليم فأنت تحتاج لدراسة كل العوامل المؤثرة في السوق قبل أن تقدر حجم الطلب المتوقع على منتجك أو خدمتك